تاريخ النشر : 16-09-2021
المشاهدات : 849
السؤال
السلام عليكم
 كنت عايزة استفسر هل الندر حلال ولا حرام
 ندرت أني لما أخرج من الأزمه هأخد أمي واطلع عمرة وحصلت ظروف ومش هقدر انفذ ده دلوقتي وظروف خارجة عن إرادتي
أنا كد وضعى 
إيه 
اللي عملته ده حلال ولا حرام
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال
 الجواب : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : يجب عليك الوفاء بنذرك حسب طاقتك واستطاعتك فقد صح عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه ) رواه البخاري .    
وقد أجمع المسلمون علي صحة النذر في الجملة ولزوم والوفاء به ( المغني لابن قدامة كتاب النذور ) 
وهذا إذا كان النذر طاعة وليس نذر معصية . 
  فإن لم يستطع الوفاء بالنذر لمرض أو فقر . فإنه يلزمه الوفاء به حين الإستطاعة فإن كان لا يستطيع أبدا وعدم القدرة علي الوفاء بالنذر دائم فلا يلزمه الوفاء به قال عز وجل ( لايكلف الله نفسا إلا وسعها ) 
وصح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال (........ وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) وقد أمر بالوفاء بنذر الطاعة فمن لم يستطع فلا يجب عليه الوفاء بما لا يستطيع . 
ولابد أن يعلم أن نذر المجازاة والمعارضة مكروه وقال بعض العلماء هو حرام لما صححه الألباني بمجموع طرقه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( قال الله عز وجل لايأتي النذر علي ابن آدم بشيء لم أقدره عليه ولكنه شيء استخرج به من البخيل .... ) 
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة الحديث رقم (478) قد دل هذا الحديث بمجموع ألفاظه أن النذر لا يشرع عقده بل هو مكروه وظاهر النهي في بعض طرقه أنه حرام وقد قال به قوم إلا أن قوله تعالي ( استخرج به من البخيل ) يشعر أن الكراهة أو الحرمة خاص بنذر المجازاة أو المعاوضة دون نذر الإبتداء والتبرر فهو قربة محضة لأن للناذر فيه غرضا صحيحا وهو أن يثاب عليه ثواب الواجب وهو فوق ثواب التطوع وهذا النذر هو المراد -والله أعلم - بقوله تعالي ( يوفون بالنذر ) الإنسان 7) دون الأول قال الحافظ في الفتح كانوا ينذرون طاعة الله من الصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة ومما افترض عليهم فسماهم الله أبرارا وهذا صريح في أن النذر وقع في غير نذر المجازاة .) 
وعليه تعلمي اختي الكريمة كراهة نذر المعاوضة وهو قول المسلم مثلا إن أزال الله عني كذا فلله علي كذا كما فعلت أنت قلت إن أخرجني الله من الأزمة أطلع عمرة أنا وأمي فكما علمت هذا النذر لا يرد من قدر الله شيء ولكن يستخرج به من البخيل

استفسار من السائلة
معلش بعتذر منك مرة أخرى،  يعني ايه جملة (يستخرج به من البخيل) 
أنا فهمتها إني لو بخيلة لقدر الله ونذرت يبقى لازم أنفذه 
ولا إيه القصد


جواب المعلمة:
( إنما يستخرج به من البخيل ) أي يستخرج بسبب النذر ( من البخيل ) لأن البخيل لايستخرج شيء من يده إلا في مقابلة عوض من حصول منفعة أو دفع ضرر . 
قال القاضي : عادة الناس تعليق النذور علي حصول المنافع ودفع المضار فنهي عنه فإن ذلك فعل البخلاء إذ السخي إذا أراد أن يتقرب لله تعالي استعجل فيه وأتى به في الحال والبخيل لا تطاوعه نفسه بإخراج شيء من يده إلا في مقابلة عوض يستوفي أولا فيلتزمه في مقابلة ما سيحصل له ويعلقه على جلب نفع أو دفع ضر وذلك لا يغني عن القدر شيئا . أي أن النذر لا يسوق إليه خيرا لم يقدر له ولا يرد شرا قضي عليه .

logo